من ماراق لي

في قديم الزمان في إحدى الدول الأوربية ، حيث يكسو الجليد كل شيء بطبقة ناصعة البياض ، كانت هناك أرملة فقيرة ترتعش مع ابنها الصغير ، التي حاولت أن تجعله لا يشعر بالبرد بأي طريقة.

يبدو أنهما قد ضلا الطريق ولكن سرعان ما تصادف عبور عربة يجرها زوج من الخيل ، وكان الرجل سائق العربة من الكرام ، حتى أركب الأرملة وابنها وفي أثناء الطريق ، بدأت أطراف السيدة تتجمد من البرودة ، وكانت في حالة سيئة جدا حتى كادت تفقد الوعي

وبسرعة بعد لحظات من التفكير أوقف الرجل العربة ، وألقى بالسيدة خارج العربة ، وانطلق بأقصى سرعة !!

تصرف يبدو للوهلة الأولى في منتهى القسوة ، ولكن تعالوا ننظر ماذا حدث عندما تنبهت السيدة أن ابنها وحيدها في العربة ، ويبعد عنها باستمرار ، قامت وبدأت تمشي وراء العربة ، ثم بدأت تركض إلى أن بدأ عرقها يتصبب ، وبدأت تشعر بالدفء ، واستردت صحتها مرة أخرى.

هنا أوقف الرجل العربة واركبها معه ، وأوصلهما بالسلامة أعزائي، كثيرا ما يتصرف أحباؤنا تصرفات تبدو في ظاهرها غاية في القسوة ، ولكنها في حقيقة الأمر في منتهى اللطف والتحنن

هل الوالدين حينما يقسوان على ابنائهما كره لهما ؟

هل الطبيب حينما يسقيك دواء مراً كره لك؟

هل الأخ حينما ينصح أخته كره لها ؟

يجب أن نبحث عن المقصد دوماً ، وألا نتسرع في أحكامنا


2 thoughts on “من ماراق لي”

  1. I loved it alot, you proved a very important point by your short post. If we human sometimes can’t understand why others did this or that I wonder why then we find some who asks the all wise all knowing Allah, “Why?”

    بالتوفيق دائما و أبدا ^_^

  2. نستفاد أن لا نحكم علي ظاهر الامر بل نتريّس ونتمهّل في فهم وإصدار الاحكام لانه قد يكون تصرف أحد ما هو حير لنا بل لا نتصور ذلك . وشكرا لكي

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *