اليوم بدء شريط ذكرياتي بالعرض، و شاهدته بصمت حتى تأكدت ان لا الزمان هو الزمان و لا الذكريات هي الذكريات فقد تغير كل شي .. فقدت بريقي و اصبح كل شي يسير عكس رغبتي تماماً .. اسير في اتجاهات كثيره ولكني اشعر اني تائه وبلا اتجاه. الماضي ذهب و لكن الحاضر ليس واضح، كثرة الأسئلة و قلة الأجوبة و زادت الحيرة و بدء التشكيك في ذاتي و قدراتي و اصبح هاجس القلق يتعاظم كل يوم .. كيف غابت تلك البسمة؟ و كيف غــابـت شـمـس بـريـقـي فـي لـحـظه؟
ماذا فعلت بي يا شريط الذكريات، رميت الصور امامي و ذكرتني بالكثيـــــــر … كم كنت مليئه بالافراح و الحب و الضحكات و السعادة. ها انا انظر و اتذكر كم كنت طفله بريئه لا تعرف سوى الضحك واللعب والغناء اخذني الشوق الى تلك الايام ليتني ما زلت تلك الطفلة التي تردد اغاني “هدى حسين” و تنتظر مسلسل سالي و تداعب دميتها .. وفجأه تظهر لي صورة جدي (رحمه الله) كم بكيت على رحيلك وكم تبلدت مشاعري ووقف الكون بي، افتقدتك كثيرا يامن زرع فيني ثقتي بنفسي و حبي لذاتي و بعد ذلك ارى صور اخرى لتذكرني بماذا فعل الزمن بتلك الطفلة البريئة صور لم ارى فيها سوى “وعود كذابه”، صور ايقظت فيني الكثير من الغضب و الحزن و اخرى حملت ذكريات جميلة ليتها تعود، سرحت و عدت الى تلك الذكريات المدرسة و الصديقات و احلام لم يتحقق منها شئ .. بعدها امسكت بصورة ليست بقديمة وعصفت بي الى ذاك الركن البعيد من ذاكرتي لارجع بذاكرتي الى الواقع لأعيد ترتيب نفسي و حساباتي …
مافيه باكر وانتظر باكر تزين .. العمر يوم لا انتهى باكره ضاع